“طلب المثل العليا فى أجواء الخيال أنبل من الإسفاف إلى واقع كله ضلال “
فكرة الصراع الى جوا كل واحد منا ما بين الصح و الغلط .. كلنا اتربينا على إن الكذب حرام .. والى بيكذب بيروح النار 😀 .. بس أول ما بنبدأ نشتغل و نتعامل و نحتك ب الناس .. _مش عاوز أٌقول كلنا بس_ نسبة كبيرة مننا بيعتبر الكذب وسيلة و أداة ذكية بيعرف يستعملها عشان يمشى أموره !! …
..طب بلاش دى .. كلنا بردوا عارفين إن الرشوة حرام .. ومع ذلك ممكن حد مننا يتحط ف موقف بسيط .. وهو بيطلع رخصة سواقة مثلا .. ولا بيمشى أموره ف أى مصلحة .. و تلاقى الموظف بالعربى كدا بيقولك شخلل جيبك عشان تمشى 😀 .. والى بيطلع الفلوس بينه و بين نفسه ممكن يقول أهى صدقة بردوا وأنا مش باخد غير حقى ف الآخر 😀 ..
.. وعارف كمان .. لما نلاقى واحد مبيكذبش ولا مستحرم الفلوس دى .. والله صدقنى هتلاقى نسبة مش قليلة بتقول عليه ومن جواها و حتى ف وشه .. دا رجل معقد ومحبكها … و فاكر إنه هيعلمنا الصح من الغلط !!
ف كل زمان نسبة كبيرة من الناس بتبص للى بيتكلم عن الأخلاق و المثل العليا على إنه إنسان خيالى ومش واقعى .. دى سنة ربنا ف الكون .. ولو كل واحد كان بيتكلم عن الأخلاق قال بينه وبين نفسه .. إشمعن أنا محبكاها على نفسى !! .. مكنتش صورة الشخص الى عايش ف دنيا الواقع و مطبق الأخلاق دى وصلت لزمنا دلوقتى :).
بس عارف .. هتيجى تقبلنا مشكلة تانية .. ما صحبنا الى بيطلب الرشوة _الى مسميها إكرامية_ .. ولا التانى الى بيعطى الفلوس .. ولا الى بيكذب ولا غيره و لا غيره .. كل دول بيقنعوا نفسهم إنهم صح .. يعنى هما فعلا شايفين إن هى دى الأخلاق الى تمشى ف الزمن دا .. ومش شايفين إن دا غلط أصلا ..
سعاتها بينى و بينكوا الواحد بيحتار بردوا ..بيجى عليه وقت بيقول بينه و بين نفسه .. هو ربنا سايب الناس دى بتعمل الغلط وسترها معاهم إزاى !! .. هو الى بيعملوا دا بقى عادى فعلا .. و انا لو معملتش كدا أبقى عبيط ومش هعرف أخد حقى !! .. بس دا بيبقى قصر نظر منى الصراحة 😀 .. وكأنى مسمعاش ربنا بيقول ” وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ“.
بس هنا بيبان أوى فكرة الصراع الى ربنا قال عليها من زمان .. صراع جوا نفوسنا بين الصح و الغلط .. عمره مهينتهى .. بس الى بيساعد ف حل لغز الصراع دا .. و بيحط إيد صاحبه على بداية الحل .. أنه يعرف حاجتين أهم من بعض .. ..الهدف من حياته دى أصلا ! .. ودى مشكلة كبيرة عندنا كلنا ..بحس أننا بننسى إحنا إتخلقنا ليه ..بحس إننا بننسى إن ف آخرة سعات ..والدنيا كفيلة بصراحة أنها تلهينا بمشاكلها وتفهاتها و متعها … … ويعرف كمان إن الأخلاق ملهاش غير مرجعية واحدة .. ربنا الى خلقنا هو أعلم بينا و بيلى يَصلُح مع نفوسنا ف كل زمان ومكان .. يعنى ربنا لو يعلم إن الكذب مثلا هيصلّح من أمور الكون ف الزمن دا .. كان قال كدا على لسان الرسل ..بس دا محصلش ..!
عارفة إن ممكن حد يقرأ الكلام دا ويقول عليه مثالى زيادة عن اللزوم 😀 بس عاف ايه الى هيلخص الحوار دا .. تخيل معايا كدا ..لو واحد دخل إمتحان و هو مذاكر 90% من المادة .. بتلاقيه غالبا بيخرج قول ب 70% من المادة بنجاح 😀 .. لكن لو واحد أصلا داخل الإمتحان ب 50% .. دا لو طلع ب 25 % منها يبقى ربنا كرمه :D.
العلاقة بين الأخلاق و الدنيا و الآخرة كدا بالظبط .. لو شفت واحد قدامك محبكها شوية فى رأيك يعنى ميكذبش أومبيشتمش أو مبيمشيش شغله من تحت الطرابيزة .. متقولش عليه متشدد .. عشان ممكن يكون بيحاول يبقى داخل الدنيا ب 90% أخلاق .. بيحاول وبيعند مع نفسه .. عشان الدنيا وخبطتها الكتيرة ممكن تخسره جزء من 90% دول .. كلنا بنتعرض لمواقف صعبة .. وبنبقى ف حيرة بين الصح الى ربنا علمهولنا واتربنا عليه وبين الغلط الى بنتخيل إنه هيخرجنا من الموقف ولو بشكل مؤقت .. عشان كدا صاحبنا بيحاول يحافظ على 90% عشان ع الأقل يطلع ب 70% من الدنيا .. وربنا يتجاوز عنه ف الآخرة .. عشان عارف صدق نيته و إنه كان بيحاول يبقى كويس و يرضيه :).
لكن تخيل صاحبنا لو دخل ب 50% من أول الدنيا .. و مع خبطاتها و مواقفها الصعبة وبعد ما خسر أخلاق ف مواقف و كسبها ف مواقف تانية .. تتخيل إحتمال أد ايه يخرج ب 50%أخلاق من الدنيا ؟ !!
عشان كدا بينا وبين نفسنا .. المفروض منحكمش على حد إنه متشدد .. حتى لو إحنا مش مقتنعين بأرائه .. الله أعلم بنيته إيه .. و الله أعلم مرجعيته إيه .. ذى ما بيقولوا دع الخلق للخالق .. و افترض ع قد ما تقدر حسن النية فى الى حوليك .. و حاول تكون من الى داخل الدنيا بأكتر من 90 % :).
ما بين إننا نحافظ على أخلاقنا ونرضى ربنا .. وبين إننا نمشى مع الغلط و نقول عليه صح .. ” موقف ” .. فيه إختبار من ربنا .. يا تقول بينك وبين نفسك يارب أنا هعمل الى يرضيك عشان بحبك وعشان مقتنع من كل قلبى إن الى أمرتنى بيه هو الصح حتى لو كل الناس غلط .. أو تقول مهو كله ماشى كدا هى جت عليا !!
الإختيار ف إيدينا والله .. والأخلاق عمرها ما كانت صعبة عشان ربنا كلفنا بيها .. وربنا مبيكلفناش غير الى ف وسعنا “لايكلف الله نفسا إلا وسعها” .. بس الواحد من قلبه يستعين بربه .. هيعينه ويبعتله الى يعينه على الصح .. صحبة صالحة تعين و تثبت ف كل موقف ..دى بالدنيا و الى فيها والله 🙂 .
مفيش أجمل من كلام ربنا لما يقولنا .. ” يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا إهتديتم ” .. يارب نعيش بالآية دى ف قلوبنا و أفعالنا يارب :).
ربنا يفهمنا و يعلمنا الأخلاق الى يحب يشوفنا عليها .. لحد ما نقبله و هو راض عنا :).
“طلب المثل العليا فى أجواء الخيال أنبل من الإسفاف إلى واقع كله ضلال ” .. الأخلاق واقع جميل إحنا الى بإيدنا نعيش فيه .. حتى لوكان كل الى حولينا ضلال :).
واقع جميل .. بقلم د. جيلان خالد
التواصل مع الكاتبة من خلال إيميل : jeillan_k@yahoo.com لمتابعة المزيد عن د. جيلان يمكنكم متابعة اللينك
واقع جميل
يمكنكم متابعة المزيد من خلال صفحتنا على فيسبوك مهذبون