جريمتنا التى نعاقب عليها الآخرون
جريمتنا التى نعاقب عليها الآخرون

جريمتنا التى نعاقب عليها الآخرين كتبت :  منى عبد العزيز – مهذبون – معا نرتقي

جريمتنا التى نعاقب عليها الآخرين  كتبت :  منى عبد العزيز – مهذبون – معا نرتقي

للأحكام والقوانين احترام كبير وحتمية تجبر الجميع على احترامها ودقة اتباعها .. فى القوانين الى تحكمنا نجد اساساً منطقياً لا يختلف عليه أحدا .. هذ الأساس هو عقاب كل مرتكب لجريمة على جريمته .. ليس ثمة اختلاف على ذلك ولا شك قد يخالج أحداا فيه .. منطقى وطبيعى للغاية فهى جريمتك فكيف يعاقب عليها شخص آخر؟؟؟

 

فى حياتنا اليومية وفى ما يخالجنا من أفكار وظنون ما يعتبر احياناً جرائم .. وياللعجب فنحن لا نحاسب انفسنا عليها ولا ننال أى عقاب بل وأحيانا يعاقب عليها غيرنا….. يعاقب عليها آخرون … آخرون تختارهم افكارنا وظنوننا وبعناية وحسبما يريد هوانا الشخصى  !!!

 

كثيرة هى امور الحياة التى لا ندرى عنها شيئا .. فلا أحد يحيط بكل شيئ … كثيرة هى الأمور التى نعجز احيانا عن تفسيرها وتفسير الأسباب التى دفعت الآخرين للقيام بها .. عند تلك النقطة تقوم الظنون من سباتها العميق كى تحل وبمنتهى الثقة محل الأسباب التى لا نعلم عنها شيئاً وتنسج سيناريوهات كاملة لتلك الأسباب الخفية لتصرفات من حولنا والمذهل الذى يحدث فى كثير من الأحيان أن الحوار الداخلى الصامت القاتل المحمل بتلك التكهنات يحل محل اليقين ونبدأ فى ردة فعل مبنية على هذا اليقين فى اتجاه من حولنا … وتبدا دائرة الظن فى خلق واقع مواز لا يمت لواقعنا الحقيقى فى الغالب بصلة … قد تصح الظنون وقد تخطئ تماما فى معظم الاحوال ولا نشعر بانفسنا الا وقد ظلمنا من حولنا كثيرا بالصاق تلك السيناريوهات غير الواقعية بهم وقد ظلمنا أنفسنا بكم من الأوزار التى حملناها من ظنوننا فلماذا لا نتمهل ؟ لماذا لا نوقف آلة التفكير العشوائية التى تعمل بلا هدف عقلانى ولا طائل ؟ ما عيب المباشرة من الأسئلة ان غاب عنا فهم احوال من حولنا؟؟ ما عيب السؤال والتحري ان غابت عنا الحقيقة ؟؟ فالاعتماد على الظنون والتكهنات مدمر للعلاقات خاصة وان من يمارس تلك اللعبة فى الغالب يغفل حقيقة هامة الا وهى ان تلك الظنون لا تعبر بشكل أو بآخر عن الحقيقة وليست بالضرورة تعبر عن الشخص او الجماعة التى أظن بهم ظنى ذلك ففى كثير من الأحيان تكون الظنون خاصة بمن يظنها فقط ولا تعبر سوى عن ما يخالجه من أفكار وطبيعة سامية كانت أو وضيعة فلماذا نرتضى تغييب الحقيقة ونغرقها فى بحر ظنوننا بدلا من السؤال الصريح المباشر عما يغيب عنا

 

يقول الله تعالى لنا فى كتابه (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) وان بحثنا عن اسباب وظروف نزول الآيات الكريمة وجدنا أن الآية نزلت في رجلين اغتابا رفيقهما ، وذلك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين يخدمهما ، ويتقدم لهما إلى المنزل فيهيئ لهما ما يصلحهما من الطعام والشراب ، فضم سلمان الفارسي إلى رجلين في بعض أسفاره ، فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته عيناه فنام فلم يهيئ لهما شيئا ، فلما قدما قالا له : ما صنعت شيئا ؟ قال : لا ، غلبتني عيناي ، قالا له : انطلق إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاطلب لنا منه طعاما ، فجاء سلمان إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسأله طعاما ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : انطلق إلى أسامة بن زيد ، وقل له : إن كان عنده فضل من طعام وإدام فليعطك ، وكان أسامةخازن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وعلى رحله ، فأتاه فقال : ما عندي شيء ، فرجع سلمان إليهما وأخبرهما ، فقالا كان عند أسامة طعام ولكن بخل ، فبعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئا ، فلما رجع قالا لو بعثناك إلى بئر سميحة لغار ماؤها ، ثم انطلقا يتجسسان ، هل عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ فلما جاءا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لهما : ” ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما ” ، قالا والله يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحما ، قال : بل ظللتم تأكلون لحم سلمان [ ص: 345 ] وأسامة ، فأنزل الله – عز وجل – : ” يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ”

لو تتبعنا الظنون وكففنا عن جعلها يقينية فيما يستقر فى وجداننا فسنقوم بفك الكثير من الاشتباكات الفكرية والحياتية التى لا طائل منها ولا فائدة ترجى ولانشغلنا بالحقائق وعلاجها بدلا من الظنون والمخاوف والاكاذيب والتعامل معها …. بعض الظنون جرائم فى حق الآخرين .. جرائم وياللعجب نحاسبهم عليها ولا نحاسب أنفسنا …

 

جريمتنا التى نعاقب عليها الآخرين.. لمتابعة المزيد من الموضوعات يمكنكم متابعة صفحتنا على الفيسبوك مهذبون

جريمتنا التى نعاقب عليها الآخرون

Comments

comments

عن Mona Abdelaziz

شاهد أيضاً

وتفرقا عليه

وتفرقا عليه …. بقلم روضة صلاح .. مهذبون معا نرتقي

وتفرقا عليه … بقلم روضة صلاح وتفرقا عليه .. بعد أن قَتَل قابيل هابيل ورُميَ …