كم من الأوقات تمر علينا ونحن نشعر أن رؤسنا فى حال من التشتت وعدم التركيز .. نشعر أن عقولنا مشغولة وليست فى حالتها المثلى .. كم تمر علينا لحظات نجد أنه ثمة مهام كثيرة مطلوبة منا على المستوى العملى أو الشخصى أو العام ولا نجد طاقة ولا قدرة ولا تركيزا يذكر ..
احيانا نشعر أنه ليس هناك مجال فى عقولنا لاستيعاب او انجاز الكثير مما يجب أن ننجزه .. وكأن عقولنا مشغولة بأمر ما بالرغم من أننا لو دققنا أو اذا ما باغتنا أحدهم بالسؤال عما يشغلنا لقلنا لا .. لا شيئ يشغلنا تحديدا !!!
حالة من الشتات العقلى العجيبة التى تصيبنا أحياناً لا نحن مشغولون بشيئ تحديدا ولا نحن مستعدون للانشغال ولاتمام الأعمال المطلوبة منا عملياً وانسانياً
بعد طول تفكير فى تلك الحالة والتى أراها معطل قوى لنا جميعاً وجدت أن بالعقل حيز محدود نقوم بشغله بأمور كثيرة شتى تعلق به .. أفكار فى أمور مختلفة .. ربما موضوع قد أثير على مواقع التواصل الاجتماعى … أمر رأيناه فى طريقنا للعمل .. أمر نوقش أمامنا .. حادث حدث لشخص ما امامنا او حكى لنا شخص عنه … قضية طرحت على الرأى العام وطالت النقاشات حولها والخلافات وكل بوجهة نظر ..
الشاهد فى تلك الأمور والأفكار أنها فى أغلب الاحيان أمور لا تخصنا ، ولا نملك فيها قرارا أو قولاً فصلاً لكننا نشغل أنفسنا بها فنجد الحيز العقلى قد شغل على آخره ونحن لا ندرى .. ثم تأتى الأمور الهامة فلا نستطيع أن نتعاطى معها بالشكل المطلوب فالحيز مشغول والذهن مشتت فتتحول تلك الانشغالات المشتتة الى عائقاً حقيقياً أمام انشغالنا بما يستحق الانشغال من أمور وانجازات شخصية وعامة تستحق التكريس فعلياً
عانيت شخصياً من تلك المشكلة فكان الانشغال بقضية عامة وأمور أخرى لا أستطيع أن أضيف فيها اضافة كثيراً ما يعوقنى عن التفكير او الانجاز فيما يخصنى من أجندة أعمال تنتظر الانجاز وأجلس أنظر لما أعددت لنفسى من أمور لا ينجز بسبب تشتت الذهن فى أمور أخرى حتى وقفت وقفة مع نفسى وقررت أن أمتلك رأسى ولا أدعها نهباُ لأفكار كثيرة قد لا يأتى التفكير فيها بثمار تذكر ..وفعلت التالى يا سادة …
أولا : كانت الأوراق والأقلام رفيقاً ممتازاً فى أول خطوات الحل حيث قمت بتدوين كل ما يشغل عقلى حالياً كل الأفكار والمتعلقات .. كل الخواطر
ثانياً : قمت بتدوين الأعمال التى يجب أن أنجزها على المستوى العملى والشخصى والتى لا أجد لها متسعاً عقلياً لانجازها
ثالثاً : بدأت فى تفنيد القائمة الأولى والقيام بمحو بعض الافكار والنقاط التى بالفعل لا املك لها حلا ولا قدرة على التغيير وتعمدت الشطب عليها بقوة كى ارسل رسالة لعقلى ان الانشغال بالتفكير فى تلك الامور فى تلك الامور لن يفيدنى فى شيئ على المستوى الشخصى
رابعا : قمت بوضع جدول زمني للامور التى أطمح لانهائها على المستوى الشخصى والعملى وهى نصيحة تعلمتها من صديق عزيز الجدول لا يكون جدولأ الا بتوقيتات معينة لا يستقيم الامور ان اكتفينا برسم خط عام لاهدافنا لابد من توقيتات محددة لتحقيق الاهداف
( والخط العام لا يصلح الا ليكون خط مترو بين نقطتين المرج وحلوان مثلا وليس خط احلام او أهداف J )
الأهداف لابد ان تكون موقوتة بتوقيتات بعينها مهما بعدت تلك المواقيت لكنها لا تترك أبدا لتطلق بلا تحديد ثم يأتى الالتزام بما حددته ليكمل منظومة الحل المتواضع الذى توصلت له للتوقف عن الاستسلام للمشتتات التى كانت تشغل عقلى وتعطله عن انجاز اهدافه الحقيقية … ثم تأتى النصيحة الشخصية الأكبر مني وهى متى بدات عمل أن تنهيه مهما كان وحذار من لعنة الأعمال غير المكتملة ( The Unfinished Business ) ولذلك حديث آخر يا رفاق فانتظروه
امتلك رأسك .. تابعوا المزيد على صفحتنا على الفيسبوك مهذبون