الزبير بن العوام
الزبير بن العوام

الزبير بن العوام .. حواري خير الأنام رسول الله صل الله عليه و سلم

 الزبير بن العوام .. حواري خير الأنام رسول الله صل الله عليه و سلم

الزبير بن العوام

ارجع معي إلى السنوات الأولى من البعثة النبوية الشريفة، وانتقل بروحك إلى مكة المكرمة. . . .

هناك في شوارعها يرى الناس غلامًا صغيرًا يمد الخطى شاهرًا سيفه والشرر يقدح من عينيه كأنه شبل ليث مفترس، فيتعجب الناس من أمر هذا الفتى الصغير المشهر سيفه أمامه كأنه كتيبة كاملة من الأبطال، فيصيح الناس بدهشة بالغة:

الغلام معه السيف! الغلام معه السيف!

وبينما هذا الغلام يمد خطاه في شوارع مكة وإذ بالرسول صلى الله عليه وسلم يراه في هذه الهيأة العجيبة، فيسأله بعجب:

مالك يا زبير؟!

فيرتشف الفتى الصغير من أنفاسه ما ينعش به روحه ويقول:

سمعت يا رسول اللَّه أنك أُخِذت وقتلت!

فينظر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بحنان إلى عينيه الصغيرتين ويقول له:

فماذا كنت صانعًا؟!

فيقول الزبير بن العوام بكل حزم:

جئت لأضرب بسيفي من أخذك!

ومن شوارع مكة إلى ضواحي المدينة، هناك عند جبل أحد، هناك تحت شمس الصحراء القاحلة عند بدء المعركة وقبل أن يلتحم الجيشان وقف مارد ضخم هو أعظم فارس في جيش الكفار اسمه (طلحة بن أبي طلحة العبدري) والذي كان يُطلق عليه لقب “كبش الكتيبة” لشدة بأسه وضراوة قتاله.

فتقدم هذا الوحش البشري راكبًا على جمل ضخم حاملًا راية المشركين في يده وهو ينادي في المسلمين طالبًا رجلًا منهم ليبارزه، عندها برز من بين كثبان الصحراء القاحلة وأشعة الشمس الملتهبة،

هناك من بين شباب محمد. . .

انبثق من بين أسنة السيوف اللامعة ورؤوس الرماح الشامخة شابٌ مفتول العضلات طويل القامة عريض الكتفين يمد الخطى بكل ثقة باتجاه كبش الكتيبة وكأنه البرق الخاطف، إنه هو هو ذلك الغلام الصغير الذي حمل سيفه قبل عدة سنوات ليذود به عن رسول الله. .

إنه البطل الزبير بن العوام! فلمّا صار هذا البطل أمام الجمل الضخم، قفز الزبير فوق الجمل كالفهد الجارح وجذب بذراعيه القويتين الجمل وصاحبه نحو الأرض وبرك فوق كبش الكتيبة،حتى قتله وجز رأسه جزاً ليجعل من صاحبها جسدًا بلا رأس، عندها نظر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إليه بكل فخر واعتزاز، فرفع صوته ونادى:

اللَّه أكبر!.

ومن أحد نتجه شمالًا من المدينة المنورة حتى نصل إلى اليرموك في بلاد الشام، هناك يتعجب الروم من فارس ملثم يتقدم وحده بفرسه قبل بدء المعركة كالصقر الكاسر، ليخترق جيش الرومان بفرسه وفي يده اليمنى سيف وفي يده اليسرى سيف آخر يحارب بهما معًا، لتتطاير رؤوس الروم عن اليمين وعن الشمال، لقد كان هذا الفارس الملثم هو الزبير بن العوام .

ومن الشام إلى مصر. . . . .

هناك في قلب مصر تحصن الروم في حصن “بابليون” المنيع لمدة سبعة أشهر عجز فيها جيش (عمرو بن العاص) من إحداث أي اختراق فيه، عندها قرر الفاروق عمر أن يحل هذه المشكلة، فأرسل إلى عمرو مددًا يحتوي على رجال المهمات الصعبة في الجيش الإسلامي، من بينهم الزبير بن العوام، فما إن وصل الزبير حصن بابليون، حتى تفاجأ الروم، بفارسٍ عظيم البنيان، مفتول العضلات، يتسلق الحصن كأنه ماردٌ يشق الأسوار شقًا بيديه، وما هي إلا ثوانٍ معدودةِ حتى أصبح ذلك العملاق الإسلامي فوق أعلى نقطة في الحصن.

وعند هذه اللحظة. . . .

رفع هذا المغامر المقدام سيفه في عنان السماء وصاح بصوت زلزل الأرض كهزيم الرعد: اللَّه اكبر!.

لقد كان هذا العملاق هو نفسه ذلك الرجل الذي نزل جبريل عظيم الملائكة بهيأته، لقد كان هذا البطل هو حواري رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إنه البطل الإسلامي العملاق الزبير بن العوام -رضي اللَّه عنه .

ثم انحدر الزبير ومن معه إلى داخل الحصن، وعمد الزبير إلى باب الحصن المغلق من الداخل ففتحه واقتحمه المسلمون من الخارج.
كانت هذه السطور غيضًا من فيض أسطورة حقيقية لفارس حقيقي اسمه الزبير بن العوام.

 

عن الزبير بن العوام

الزبير بن العوام هو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ قَالَ الزُّبَيْرُ أَنَا ثُمَّ قَالَ مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ قَالَ الزُّبَيْرُ أَنَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ.
والحواري هو: الناصر المخلص. وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى. وقد روى ابن سعد بإسناد صحيح، كما قال ابن حجر عن هشام عن أبيه قال: كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير.
وله من المحاسن والفضائل الشيء الكثير، يمكن الأخ السائل أن يراجعها في الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ، أو أسد الغابة لابن الأثير.
والله أعلم.

لمتابعة المزيد من موضوعاتنا عن الأخلاق وأسس التربية يمكنكم متابعة صفحاتنا على الفيسبوك مهذبون و مهذبون جونيور 

Comments

comments

عن Editor 3

شاهد أيضاً

الإمام مالك وهارون الرشيد

الإمام مالك وهارون الرشيد – قصة رائعة عن التواضع – مهذبون – معا نرتقي

الإمام مالك وهارون الرشيد – قصة رائعة عن التواضع الإمام مالك وهارون الرشيد عندما سافر …