نسوا القاتل
نسوا القاتل

نسوا القاتل .. فأدركتهم الجريمة بقلم محمد عليمي .. مهذبون .. معا نرتقي

نسوا القاتل .. فأدركتهم الجريمة بقلم محمد عليمي
ليس منا من لم يعلم تماماً الرواية الصحيحة عن الرجل الذي أراد العدول عن مساره والاعتدال والتوبة بعدما قتل ال 99 نفساً وأكملهم المائة ، فهذا الرجل حين سأل في النهاية عن أعلم أهل الأرض فقيل عنه : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة، فقيل : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، وقد نصحه العارفين بأن انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء
فكُلٌ ينظر إلى عظيم التوبة فأدركته الرحمة في النهاية لأن نيته كانت خير فأدرك الغاية دون تمام الوصول ولكن لنا هُنا وقفة أخرى وهي التهيئة للاستمرارية وعدم الرجوع مرة أخرى إلى نقطة البداية واحتمالية الوقوع في تغيير الاتجاه وأهم عامل فيها هو عامل البيئة والمُحيط ، فإما أن تجتمع مع أناس يمهدون الطريق لذاتك للوصول أو يحيكون لك المخاطر للسقوط

إن أعلم أهل الأرض حينذاك قال له : لا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ومنها ينبع الفساد ويحيط بها الشياطين ومُدعي العلم دون ممارسة ومدعي الصلاح دون إدراك به ، فما كانت النتيجة إلا أنه قاتل وتملكت به الظنون ورسمت له في ذاته أن لا صلاح له ولا إعتدال في مسيرته فأصبح في جهنم دنيوية ولا يعلم أن باب الرحمة والإعتدال لا يغلق أبدا ما دامت الروح لم تصل إلى مستودعها

فالبيئة والمحيط حين نضع ماهيتها في الدائرة الأولى فهي الأسرة فإن لم يتأني الرجل في إختيار شريكته ومنسقة أمور أبنائه فقد هلك وهلكت من بعده ذريته وأصبح ما له قليل وما عليه كثير وأنشأ بيئة في البداية لأبنائه تساعدهم على إدراك القاتل .. لا لمحاسبته وصده عن السبيل بل للسير على نهجه ، وهذا الحديث لا ينفك على أن يوجه للفتاة أيضاً التي ترتضي بأي متقدم لقبول وظيفة الزوج فتُبتلى وتُبلينا وتُبلي أبنائها برجل غير واعٍ لمشاكل الأمة وإن لم يكن القاتل فهو حتماً مُدركها أو مباركها ، والأباء حين يوافقون على هذا الذي يتمتع بالمال دون النظر إلى ما وراءه من حسن خلق ورجولة ومروءة فهم يصبحون وقتها المباركون للمجزرة وحتماً ستصيبهم لعناتها

والبيئة الأخرة هي وضع أبنائك في نشأتهم فمن المسئوليات التي تقع على عاتق الأب والأم هي تهيئة أبنائهم لخوض زمام معركة الحياة دون الإتكاء عليهم وإلا كان الموت هادماً لكل شئ ، ومن المسئولية الأكبر هو تهيئة البيئة المناسبة لهم فالشارع إن كان قديماً يربي فهو الآن لا يلبث أن يهدم فقديماً كان الشيخ له إجلال والمسجد كان مجلس مباركة العقود ووضع حدود للفض ولكن الآن أصبح الكبار منفرين منه والصغار قلما يذهبون والعالمين أصبحوا صامتين والمتكلمين ما أدراك صوابيتهم ، وأصبح البيت الثاني وهو المدارس بيت هدام والمُعلم فيه ركيك والامتحان يسير فتعسر العيش لإن من تملكوا زمام سوق العمل هُم مُدركي القاتل تحت يد مباركيه وأصبحت سوق العمل متعطشة لذوي الكفاءات

إن إدراك البيئة المناسبة هو أكثر محطات الحياة حُسناً ، والسبيل للوصول إلى إتمام رسالة الحياة.



للمزيد تابعونا على صفحة مهذبون على الفيسبوك مهذبون

موضوعات مشابهة (أناشيد الإثم)



Comments

comments

عن Waleed

شاهد أيضاً

تخفف من أصنامك

تخفف من أصنامك …الحياة التقليلية كتبت سارة عبد اللطيف

مقالات تخفف من أصنامك …. الحياة التقليلية .. كتبت سارة عبد اللطيف تخفف من أصنامك …