كيف روحك
كيف روحك

كيف روحك ؟؟ كتبت : منى عبد العزيز .. مهذبون … معا نرتقي

كيف روحك ؟؟ كتبت : منى عبد العزيز

كيف روحك ؟

ما إن يقترب شهر رمضان .. حتى يرق في النفس شيئاً.. حتى يختلف فى ذبذبات الكون شيئاً .. شيئ يقودنا لحالة مختلفة من إدراك الأمور حولنا .. نظرة مختلفة داخلية جدااا … رؤية صافية حقيقية لما بداخلنا يخرج منها نور يرينا أمور كثيرة كانت مختلطة علينا بالأمس القريب
رمضان .. أنت أيها الشهر الكريم .. ما بالك تأتي لتضعنا فى حالة روحية مختلفة .. فى شأن مختلف عن باقي شئوننا العادية فى أوقاتنا العادية .. تأتي لتنزع الروح من ماديتها وجزعها ولهاثها خلف الرزق والنجاح والرغبة في السيطرة … خلف التفرد والكبر والخيلاء الكاذبة .. خلف أنا معلقة كثيرا بما حولها ولا تنظر كثيراً لداخلها … فتأتي أنت لتجعلنا فى حال مختلف .. تأتى وكأنك تصيغ لنا سؤالاً واحداً جامعاً مانعاً .. سؤالأ تصب فيه كل أحوال القلب ..نعم… القلب .. تلك المضغة التى إن صلحت صلح الحال .. وان فسدت هلك الجسد وهلكت الروح  … أشعر وكأنك تأتى يا رمضان لتسألنا وببساطة (  وكيف حال الروح؟ ) .. كيف روحك أيها البشرى السائر فى دروب الحياة؟  تدعي أنك مسير وأن الاختيارات جميعاً صيغت لك صياغة إجبارية لا خيار لك فيه … أنك مجبر على الدوران فى فلك المادية بلا أى توقف ولا مراجعة لما تعيشه …

تأتى يا رمضان وقد بُعث في الكون هدوءا وتسبيحاً لا أكف عن تخيله طوال الوقت وكأن الشياطين التي صفدت خرج بدلاً منها ملائكة يعلو صوتها الشجي بالتسبيح لرب العالمين حتى نكاد نسمعهم ليل نهار .. حالة من الهدوء والسكينة أراها تجبرنا على النظر لداخلنا وبنظرة فاحصة .. نظرة متأملة لما بداخلنا وما نريده وما ننتويه .. نظرة يملؤها الصدق فالشياطين مصفدة وليس هناك سوى هوى النفس لدينا أو حبك يا الله وصدقنا معك من محرك

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ “.
أرى أن من يصوم حقاً هو الفائز فى نهاية الشهر المختلف … شهر الروح .. فالجميع يدع طعامه وشرابه .. لكني أرى أن إسقاط الفريضة فقط ليس هو ما يجب أن نسعى خلفه .. إنها فرصة كي نرتقى .. فرصة للروح كي نعطيها مساحة مختلفة لتفرض قوانينها علينا …

الخروج من الشهر  بطاقة روحية عظيمة قد تمثل دفعة هائلة فى حياتنا عموما هو ما أراه واجباً علينا .. هو ما أراه يستحق المحاولة الحثيثة .. التفكر وبعمق فى الحال الذى من المفترض أن تكون عليه الروح فى رمضان وكأنه تدرج مقصود منتظم لحالات القلب والروح المطلوبة منا … فطلب الرحمة والطمع والعمل للمغفرة والتقدم صوب الهدف وهو العتق من النار فى حالات متدرجة أراها تتناسب ودخولنا الشهر وبداية التجرد من الحالة المادية الشديدة التى نحيا فيها طوال العام لهثاً وراء طموحات وأحوال كلها مادي إلى حالة روحانية مختلفة نقوم فيها بالنظر داخل نفوسنا ووضع تقييم للحالة الروحانية لدينا ..

أتساءل فقط لماذا تأتي ليلة القدر فى أواخرالشهر الفضيل ؟؟ لم تتحدد لكنها دوماً كما حدثنا الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم فى الأيام الأخيرة من الشهر وكأنها نتيجة منطقية لطاقة روحية عظيمة اكتسبناها على مدى أيام الشهر الكريم .. يوماً بعد يوم .. صلاة بعد صلاة … تسبيح تلو الآخر .. قراءة قرآنية مختلفة متدبرة لمعاني القاموس الالهي العلوي الأرقى والأعظم لنا .. تدبُر وتفكُر وتأمل عالي الهمة .. حتى نصل إلى الأيام الأخيرة من الشهر فندركها وبمنتهى السلاسة والأريحية فقد تأهبت أرواحنا لإستقبالها واستقبال طاقة الليلة العالية … ليس لدى ما أصف به تلك الليلة وتلك النفحة الربانية التي يخص بها ملك الملوك عباده المخلصين فاخلصوا فانها عظيمة لو تدرون ….

نملك من الوقت عاماً كاملاً الا شهر .. كى ننغمس فى سعينا الحثيث وراء طموحاتنا المستقبلية الدنيوية المحمومة … نملك من الوقت الكثير والكثير لنضيع في متابعة الدنيا بكل عبثها ودواماتها المنقطعة النظير .. لكننا لا نملك هذا المدد الروحي الصافى منقطع الروعة الا فيك يا رمضان ..

لتكن أيامك يا شهر الروح أياماً داعمة ومقوية ومحفزة للقلب والروح فنعطيهم الفرصة لقراءة ما حولنا بأرواحنا لا عقولنا .. بقلوبنا لا بحساباتنا … وأول ما يجب أن نقرؤه وبصدق مع أنفسنا هو حالتنا الروحية وموقفها من كل تلك الطاقة الايمانية التى تُبث من حولنا فى الكون طوالك يا رمضان … لعلنا فى نهايتك نملك إجابة لا تبكينا حول حال الروح حين تأتي وتسألنا .. وكيف روحك يا إنسان ؟؟

 

كيف روحك .. تابعوا المزيد على صفحتنا على الفيسبوك مهذبون

Comments

comments

عن Mona Abdelaziz

شاهد أيضاً

أرجوكِ عودي

أرجوكِ عودي … قصة قصيرة بقلم زهيرة أرميل

أرجوك عودي بقلم زهيرة أرميل أرجوكِ عودي .. ولدت في البادية كان أول ما أراه …