عن أبطالنا وأبطالهم
عن أبطالنا وأبطالهم

عن أبطالنا وأبطالهم …. كتبت روضه صلاح لمهذبون

عن أبطالنا وأبطالهم ….  كتبت روضه صلاح لمهذبون

عن أبطالنا وأبطالهم .. مُنذُ عامان جلستُ مع احداهُن حديثةُ الأمومهِ , حَدثٌتُها عن علامات نبوغ صغيرتها وأنها لابُدَ وأن تَسَعي لتجعل من نُبُوِغها (بطلة) قالت لي بسلاسة لا تماثل صدمة أُذُناي : ( يكفيني أن تكون إنسانة سوية نفسياً معتدلةِ الفكرِ وحسب ثم بعد ذلك لِتَختَر هي حينئذٍ بطولتها الخَاصه ) لا أُخٌفيك سراً حينها عَصَفت بمفاهيمي وإن صَحَ القولُ عصفت بأصنَامي الصغيرة التي لم أكن أعلم بِوجودِها – وكثيرا ما نملك أصناماَ فكرية لا ندري بوجودها إلا حين نسمع صوت إنهيارها –
ففكرتُ إن كان ما بُنيً في عقولنا آنفاً لم يكن ببطولة ; فماهي البطولة؟
فدائماً ما نسمع لكل منا معركته الخاصة إذاً فإن كان لكل منا معركته الخاصة فكُلُ مِنا بَطل!
فهل يَعتَرِف المُجتَمعُ بِبُطُولَتِك ؟
ولكن ماهو تَعريفُ المجتمعِ للبطولة ؟
سنضع في مسميات البطولة لبعض المجتمعات الأستاذه الدكتوره فلانه وفي أخري صاحب شركات كذا وكذا , وسنضع في بعض الأسر البطولة هي الإلتحاق بالهندسة (مثل خاله ) وإن كان لا يفقه في علوم الرياضة والفيزياء شيئا , أو سنضع الفنون التشكيلية (مثل أبيه ) وإن لم يكن للمسكين من الحس الفني حظا .
.ستتعدد مسميات البطولة لكل موقف ولكن سيقف بطلهم في لحظه وسيعجز عن إجابة سؤاله : هل كان الأمر يستحق إثباته لهم ؟
العز بن عبد السلام سلطان العلماء في عصره وقاضي القضاة وبائع المماليك – ابحث في قصته الشهيره في بيع المماليك – حتي هذا لم يولد بطلا وُلد فقيرا بأحد أحياء دمشق في نشأته كان مغمورا ولم يَرِد أي شيئ غير عادي , ذاك البطل بحق بدأ تعلم العلم بعد العشرين !!
في عصرنا يقال عنه الضائع عديم الفائدة يحلم بأن يكون شيئاً ناهيك عن أن يكون (سلطان علماء عصره !)
وبما أن في مثل سني نسعي للبطولة وتأخذنا حماسة الشباب; فبحثت في تعريف البطولة من منظور مختلف ورصدتها لك .
– البطولة وجدتها في صديقتي حين بقيت علي مبادئها وخُلقها يوم أن غادرتني مهاجرةً . ولم تغير فيها سنين السفر شيئاً إلا أنها عضت علي مبادئها بالنواجذ ; فعلمتني باكراً أن كل مبدأ ستتبنيه تجهزي بعدها لإمتحان واضحٍ وصريح يتطلب فيه إبراز بطولتك .

– علمتني السُنة أن بطل غزوة الخندق لم يكن الصديق أبوبكر, ولم يَكُن سعد بن معاذ زعيم الأوس ولم يكن عمر بن الخطاب الذي عُزَ الدين بإسلامه وإنما كان رجلاً فارسيا جاء إلي المدينة عبداً ليتبع رسول الله أشار علي القادة بحفر خندق فكان منهم التنفيذ. ليؤسس النبي مِنهَاجً أن البطل هو الشخص الذي فيما يتعلمه ويختارُهُ بارعا ومُجيدا.

– حتي (جاك ما ) – صاحب موقع علي بابا الشهير ذاك الرجل المتصدر لقائمة أغنياء العالم – صدمني بمفهومه عن البطوله هو الأخر, يقول : (قلت لولدي لا يهُمُني أن تكون من العشر الأوائل يكفيني أن تحافظ علي مستواك المتوسط علي أن تتعلم في وقتك المتبقي من العلوم والفنون ما يفيدك في حياتك العملية ) . لو كان في مجتمعنا لنظرنا لولده بإشفاق , ذو المستوي المتوسط هذا لن يلتحق بكليات القمة !

– أما في القرآن الكريم البطل الذي يتحسر عليه أهل النار ليس بخليفة للمسلمين ..ولا عابد صائم بالنهار وقائم بالليل.. الأمر بسيط جدا بطلهم صديق صالح حميم فقط!
نعم فقط رجلا تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه لم يفتحا حتي بلاد الهند والسند سويا .
( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِين ولا صَدِيق حَميم) سورة الشعراء

العامل في الشمس ليحصل علي قوت يومه بطل , الطبيب الذي مارس الطب دون غلو أو مغالاة بطل , مربية الأيتام التي تكابد بأن تعول أولادها دون أن تكون يداً سفلي لمتصدق بطلة . الشاب الذي نشأ في أسرة فقيره وتفوق رغم ضيق إمكانياته بطل أُمهِ وأبيه و عائلته ,المهندس الذي مارس الهندسه عن حب وإتقان بطل .الفتاة التي صمدت بمبادئها القويمة حتي صارت في مجتمعها المتفلت غريبة ! بطلة.
آمن ببطولتك لا ببطولتهم …فهي حياتك ليست حياتهم .

امتلك رأسك .. تابعوا المزيد على صفحتنا على الفيسبوك مهذبون

 

Comments

comments

عن Mona Abdelaziz

شاهد أيضاً

أرجوكِ عودي

أرجوكِ عودي … قصة قصيرة بقلم زهيرة أرميل

أرجوك عودي بقلم زهيرة أرميل أرجوكِ عودي .. ولدت في البادية كان أول ما أراه …